الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكاية (زمزم) بقلم محمد إبراهيم عبدالعظيم

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ردت عليه وقالت 
يا سلام وهنلاقي شقة سعرها قليل زي دي فين ان شاء الله.. يا ابني دي لقطة .. تعالى بس نتفرج على باقي الشقة.. كدا اتفرجنا على كل حاجة ناقص المطبخ.. اه اهو تعالى.
في اللحظة دي وقعت عنيها في عيونه
وكأن الزمن وقف بيها!!
فارس.. ايوة كان هو صاحب الصوت اللي سمعته.. بصت زمزم لهند لقيتها نفس البنت اللي شافتها في الجامعة.. فجأة افتكرت كلام السمسار لما قالها ان الشقة في اتنين عرسان هيسكنوا فيها!!.
عنيها رغرغت بالدموع.. هتصدقيني يا دكتورة لو قولتلك مش علشان فارس اتجوز من غير ما يقولها ولا علشان بقى معاه فلوس يقدر يشتري شقة كبيرة زي دي ولا اي حاجة من الكلام ده.. زمزم كان قلبها طاير من الفرح بسبب جواز فارس.
محستش بنفسها الا وهي بتجري عليه وبتحضنه.. اټصدم من فعلتها دي شال ايديها من على كتفه بسرعة.. هند مراته قالتله پغضب وصدمة
_ ايه ده ايه ده.. انتي بتعملي ايه يا مچنونة انتي .. ايه يا فارس بتحضنك بتاع ايه .. انت تعرفها .
بص لزمزم بإرتباك وسكت وقال لهند 
_ أ أ أنا مشوفتهاش قبل كدا .. اومال فين السمسار .
خرجت هند برة وهي بتنادي عليى السمسار ووقف فارس وقدامه زمزم اللي بعد ما سمعت الجملة تنحت وحست ان الدنيا بتلف بيها قالت لفارس والدموع بتنزل من عيونها 
_ انت مستحيل تكون فارس اللي ربيته وكبرته وعلمته .. دانا استخسرت في نفسي حاجات كتير اوي واقول لنفسي فارس اولى منك .. بكرة لما ربنا يكرمه هيعوضك يا بت اصبري.. دانا استحملت قرف الدنيا كلها علشانك وفي الاخر بتستعر مني .. كنت فاكراك هتطلعلي لكن صدق اللي قال .. اللي خلف مماتش.. طلعت زيهم .. يا خسارة يا فارس .. بجد يا خسارة عمري اللي راح .
في اللحظة دي دخلت هند المطبخ وهي متعصبة وقدامها السمسار وهي بتقوله 
_ اهي المچنونة اللي بقولك عليها .. جبتها منين دي .
قرب عليها السمسار وهو ڠضبان ومسكها بقوة من ايديها وبيجرها وراه وهو بيقول 
_ انا اسف يا مدام حقك عليا .. اطلعي برة مش عايز اشوف وشك تاني .. وملكيش عندي ولا مليم .. امشي اخلصي .
كانت بتبص على فارس بنظرة استنكار ضړبة وقعتها على الارض.. مبقاش يفرق معاها اي حاجة بعد اللي فارس عمله فيها.. السمسار طردها من الشقة وكلم مالك العمارة لحد ما قطعوا عيشها من العمارة كلها.
مشيت ومبقتش عارفه هي رايحة فين .. من التعب نامت جنب رصيف قدام محل مقفول.. فتحت عنيها على صوت فارس .. لقيته بيبتسملها وبيطبطب على كتفها وبيقولها
_ حقك عليا .. انا مقدرش ازعلك .. دانتي امي قبل ما تبقي
اختي .. انا سيبت دنيتي كلها وهعيش خدام تحت رجلك .. قومي معايا وانا اعوضك عن كل اللي شوفتيه .. بصي هناك كدا .. دي عربيتك .. وادي مفتاحها اهو .. اول مشوار هنروحه عند الكوافير .. لازم اخليكي على سنجة عشرة .. واروح احلى محل بيبع لبس غالي واجيبلك فستان.. قومي معايا .. هاتي ايدك .. يلا قومي.
فجأة صورة فارس اختفت من قدامها وفاقت على صوت أجش بيقولها
_ قومي يلا من هنا احنا ناقصين بلاوي .. قومي امشي .
اكتشفت ان اللي شافته كان حلم قامت وهي بتترنح ودماغها تقيله .. وفضلت ايام ماشية في الشارع من غير لا اكل ولا شرب.. لحد ما فجأة وقعت من طولها .. ولما فاقت لقت نفسها في مستشفى .. لا تعرف جت ازاي ولا فاكرة .. بس ممرضة هناك قالتلها ان في ناس جابوها لهنا بعد ما كل محاولاتهم انهم يفوقوها فشلت.. ولما الممرضة سألتها انتي ساكنة فين.. زمزم قالتلها ماليش مكان .. وبشكل مختصر حكيتلها على اللي حصلها.
اتصلت الممرضة بالدار وحكيتلهم على وضع زمزم.. ومن ساعتها وزمزم عايشة في الدار .. اكتر من ٤ سنين وهي لحد دلوقتي على امل ان فارس ييجي يبوس على ايديها وياخدها ويمشي .. لحد دلوقتي ورغم اللي اخوها عمله فيها الا أنها مسمحاه على كل حاجة ومافيش على لسانها غير مش مهم انا .. المهم هو يعيش مبسوط.
خلصت تيتا حكاية زمزم و قالتلي 
_بذمتك يا دكتورة رشا شوفتي شخصية زي دي في حياتك .. شخصية من كتر طيبتها بقت ساذجة .. بس صدقيني انا بحسدها على قلبها الابيض وطيبته .. انا مؤمنة جدا بإن السيرة الطيبة هي اللي بتبقى .. ونفسي الدنيا كلها تعرف اللي حصل لزمزم .
تمت.

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات