حكاية (زمزم) بقلم محمد إبراهيم عبدالعظيم

من شعرها الابيض ووشها اللي كرمش وعمرها اللي جري بيها وهي فاكره انها زرعت كل احلامها في فارس وانه آن الاوان يعوضها عن كل السنين اللي فاتت.. لكن اكتشفت مع الاسف ان اللي فات كان مجرد خيال وانها ومش مجرد كلام فاقت منه للواقع ولقت نفسها وقعت على جدور رقابتها!!.
عدى العمر بيها.. لا زوج ولا ابن وفضلت زي ما هي .. قاعدة في نفس الاوضة اللي سقفها خشب.
عدى يومين واسبوع وشهر وفارس مظهرش زي ما قالها.. المنطقة اللي كانت صحرا بقت عمار .. بيوت وعمارات ومحلات وناس رايحة وناس جاية.. واحد من رجال الاعمال قال لزمزم
_للاسف لازم نهد الاوضة دي علشان المكان ده هيتعمل جراچ.. متقلقيش .. انتي من بكرة هتبقى بوابة على عمارة من العمارات اللي جوة .. واهو ترتاحي شوية من ۏجع القلب اللي كنتي بتشوفيه.
من غير كلام لمت حاجتها البسيطة وهي شايلة همها فوق كتافها والشنط في ايديها وراحت العمارة.. اتفاجئت لما ملقتش حتى اوضة تبات فيها.. شافت رجل الاعمال اللي كلمها ولما سألته عن المكان اللي هتبات فيه قالها 
_ بصي علشان انا مشغول دلوقتي .. قضيها بس كدا تحت السلم بعيد عن العيون طبعا علشان الشكل العام .. وان شاء الله بعدين هبقى اشوف مشكلتك .
ولسذاجة شخصيتها وافقت ورضيت وعاشت على ده الوضع على امل ان ييجي يوم ومشكلتها دي تتحل زي ما هو قالها لكن مع مرور الشهور مافيش جديد.. وفضلت زمزم الصبح تقعد على سلم العمارة وتقضي طلبات السكان وتمسح وتغسل عربيات وبالليل تترمي من التعب تحت السلم.. اكلها كانت بتستناه لما حد من سكان العمارة يفتكرها.. وطبعا جيه عليها ايام وكانت بتقضي عشاها نوم.
طول الوقت فارس ماغبش عن بالها دقيقة.. وفي الدقيقة دي تفضل تدعيله بصلاح حاله.. مكنتش عايزة حاجة غير ان تشوفه كويس ومبسوط.
وفي يوم لقت سمسار العمارة بيقولها 
_ انتي يا بت تطلعي الدور التاسع تنضفي الشقة اللي على اليمين .. في سكان جديدة هتسكن فيها ودول اتنين عرسان .. افردي وشك الۏحش ده احسن يطفشوا من الشقة قبل ما يقعدوا.
طلعت زمزم تنضف الشقة .. ٣ ساعات شغالة فيها .. المطبخ اخر مكان فاضل ليها ..وهي بتنضف المطبخ سمعت من برة صوت السمسار وهو بيفتح باب الشقة وبيقول وكأنه بيكمل كلامه 
_ ولا هواها بقى يرد الروح .. اتفضل يا باشا .. اتفضلي يا مدام .. ولا ليكم عليا حلفان الشقة دي جالي فيها اكتر من اللي انتوا دفعتوه بكتير .. بس وافقت عليكوا علشان وشوشكم السمحة دي.. اتفضلوا تعالوا.
جوة اوضة من الاوض سمعت صوت بيقول 
_ قولتلك يا هند بلاش المنطقة دي .. كئيبة كدا وجوها كاتم على قلبي