رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani
لكن الآن ليس وقت اللوم فالزنج هنا ولقد سمعنا عما فعلوه ببحرهم الذي فرغ من الأسماك لذلك لا بد من إبعادهم قبل أن ينزلوا في جزيرتكم المشكلة أنهم قريبون من الشاطئ والحيتان الضخمة لا يمكنها العوم في المياه الضحلة
قال الأمير: إذا سننصب لهم كمينا سأجمع كل الصيادين ونركب زوارقنا ثم نهاجمهم وبعد ذلك نتظاهر بالفرار ناحية هذه الصخور فيتبعوننا ويكون قومك في انتظارهم
يجب أن نبيدهم وإلا لجمعوا شملهم ورجعوا إلينا بأكثر قوة
سأذهب الآن فليس هناك وقت قرع الملك طبول الحرب وصارت الحيتان وأسماك والسرطانات تأتي من كل مكان
أمّا الملك ورجاله فركبوا خيول البحر،وكمنوا وراء الصخور رجع قيس وأعلم الشيخ عبد الله الذي جمع كل قرى الصيادين ووقف فيهم خطيبا وقال: منذ سنوات طويلة والزنج يحلمون بالوصول إلى جزيرتنا وإحتلالنا فلا يوجد بحر أوفر سمكا من بحرنا،ولأننا لا نأخذ منه إلا حاجتنا،فهو يحترمنا.
ولو جاء هؤلاء الهمج لأفسدوا عيشنا وما كان عليه آبائنا وأجدادنا اليوم لا يمكننا أن نعول إلا على أنفسنا فدافعوا عن أمهاتكم وزوجاتكم وبناتكم ثم رفع سيفه وصاح النصر أو المoت وترددت الهتافات في كل مكان
كان مروان يسمع وهمس لقيس لقد أحسن الرجل الكلام أعتقد أنه يستحق مكانا في قصر أبيك أجاب الأمير معك حق لما يرجع أبي من حصار قلعة الجبل سأكلمه عن شجاعة ذلك الرجل لكن أخبرني عن إبنته عائشة فلقد لاحظت أنك مهتم بها أليس ذلك صحيح ؟
أجاب مروان: منذ لقائك مع سوسنة أصبحت لا تفكر إلا في الحب فهل هذا وقته يا أمير قيس ؟
قال الفتى: إذا إعلم أني سأقاتل من أجل عيون سوسنة
وسأرسل لأبيها رأس ملك الزنج كمهر
ضحك مروان وقال:امير الجزيرة يتزوج من أميرة البحر لم يحصل ذلك من قبل لكني أعتقد أنه سيكون شيئا مسليا أما الآن إلى الحرب.
إقتربت زوارق الصيادين بهدوء من أسطول الزنج المؤلف من مائتي سفينة صغيرة وزورق كانت الظلمة حالكة والصبح لم يطلع بعد لكنهم شاهدوا من بعيد مصابيحم وعرفوا مكانهم
واصلوا الإقتراب حتى صاروا على مسافة كافية ثم أطلقوا السهام المشتعلة والمقاليع واشتعلت النار وكثر الهرج وصاح الملك ماذا يحدث ؟ Lehcen Tetouani
جاء رجل يجري وقال: إنّهم يهاجموننا إلتفت الملك وعلى ضوء النار شاهد زوارق أهل الجزيرة
فصاح:إنهم من الصيادين طاردوهم وسأعلمهم كيف يحرقون مراكبي في هذه اللحظة قال الأمير قيس: الآن جذفوا في إتجاه الصخور لا يجب أن يلحقوا بنا وإلا هلكنا
كانت القوارب خفيفة وسريعة لذلك إبتعدت بسرعة وشرعت كل سفن الزنج بمطاردتها
قال مروان بفرح: لقد نجحت الخطة بقي أن ننتظر هل سينفذ ملك البحر وعده ؟
أجاب الأمير: إنه رجل ذو مروءة وشجاعة وسيفعل ذلك لأنّ مصلحتنا واحدة وهو يثق فينا بعدما أنقذنا إبنته
بدأ الصباح يطلع حين أشرف القوم على الصخور وما كادت زوارق الصيادين تمر حتى خرجت الحيتان الضخمة وقلبت سفن الزنج وهاجمت أسماك أبو سيف والسرطانات الزوارق
واشتبكت مع الرجال الذين وجد الكثير منهم نفسه في الماء وتعلّق كثير منهم بالصخور صاح ملك البحر في خيله: إهجموا الآن ولا يبقوا منهم أحدا.
حاولت مراكب الزنج المتبقية وفيها الملك الهرب
لكن الأمير قيس قال: سنقطع عليهم الطريق ولم يمض وقت طويل حتى أبيد الزنج وقتل ملكهم ولما رجعوا إلى الصخور وجدوا أن المعركة تشرف على نهايتها وقد أصبح لون البحر أسود من كثرة من