رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani
م١ت من الزنج ذلك اليوم
إلتقى ملك البحر الأمير قيس وقال:لقد حققنا اليوم نصرا عظيما والآن سأذهب معك لأرى إبنتي
لما رأت سوسنة أباها إرتمت في أحضانه وبكت ثم قالت له:سامحني فلقد عصيت أمرك
لكنه ريت على كتفيها وأجاب: لقد أظهرت شجاعتك ولن أخاف عليك بعد الآن لكن أخبريني عن قصتك مع الأمير قيس. إحمر وجهها ولم تجب
..... نظر ملك البحر إلى قيس وقال: لقد مضى زمن طويل منذ أن إنقطعت صلتنا بأهل البر لكن بإمكاننا البدئ بصفحة جديدة إذا شئتم
رد الأمير: سيكون ذلك رائعا
في هذه اللحظة جاء الشيخ عبد الله وقال:لقد وجدنا شيئا في سفينة ملك الزنج أعتقد أنه سيثير إهتمامكم ثم مد لقيس جرابا من الجلد فتحه وإذا هو مليئ بالرسائل
نظر إليها الأمير بسرعة ثم هتف: لقد كان الوزير ميمون يتواصل مع الزنج وخططوا معا لكل شيئ
حقا ذلك الوزير أخبث مما أتصور والصدفة وحدها هي التي جعلت سوسنة تعرف تدبيرهم وما يحيرني كيف وصلت هذه الرسائل إليهم وميمون محاصر في قلعة الجبل منذ شهرين
قال ملك البحر: ذلك الجبل مليئ بالكهوف والمغاور وأكثرها يمتد تحت الماء سأرسل بعض الأسماك لتعرف من أين يدخل ويخرج رجال ميمون ونقطع عنهم المؤن والماء
أجابت سوسنة: عندي فكرة لو نجحت سنخلص منه
إستمع الحاضرون إليها ولما إنتهت من الكلام
قال الشيخ عبد الله: يا لها من حيلة لا تخطر على بال أحد
لكن الأول يجب أن نقبض على رسول ميمون ونجبره أن يتعاون معنا
أجاب ملك البحر: أترك لي هذا الأمر لي فسأعرف كيف أقنعه
بقيت الأسماك تدور حول الجبل المشرف على البحر وفي اليوم الثاني رأت زورقا صغيرا يتسلل من أحد المغاور
ولما علم ملك البحر جاء في خيله البرتقالية اللون وأحاطوا به وحين فتشوه وجدوا معه رسالة لملك الزنج يطلب فيه الزحف إلى القلعة وبذلك يجد جيش السلطان نفسه محاصرا من جهتين
فيتم إبادته لقد كانت خطّة محكمة من ميمون
نظر ملك البحر إلى الرسول فوجده غلاما
فقال:إن تعاونت معنا سأعطيك ما تشاء من الجواهر وأزوجك ثم رمى له صرة صغيرة ولما فتحها لمع منها اللؤلؤ والمرجان فاندهش الغلام وقال: سأفعل ما تريد
رد ملك البحر: كل ما عليك فعله هو حمل رسالة إلى سيدك وتقول له:لقد نزل الزنج في الجزيرة وسيكون لك ما وعدتك به انتظر قليلا من الوقت لكي لا يشك في أمرك ثم ارجع للقلعة
بعد ساعات إنسحب جيش السلطانوووصلت رسالة إلى يد الوزير تقول: أن القوم جاءوا لحربنا،وعليك أن تغادر القلعة،وتنضم لنا في المعركة
قال ميمون في نفسه: لم تكن هذه الخطة لماذا تأخرتم في المجيئ إلى هنا يا لكم من أغبياء ثم صاح في رجاله إستعدوا للحرب سنخرج الليلة.
لكن ما إن إبتعد قليلا حتى وجد أمامه أفواجا من الصيادين بقيادة الأمير قيس والشيخ عبد الله فذعر ميمون من كثرتهم وصاح في قومه إرجعوا إلى القلعة فإن نبالهم لن تخطئنا
ولما هم بالرّجوع خرج جيش السلطان من خلف الأشجار رأى جم١عة ميمون ذلك فهربوا في كل إتجاه ولم يبق معه إلا القلة من المخلصين فقال:لقد كنت مغفلا كان علي الانتباه أن تلك الرسالة خدعة والآن ضاع كل شيء وسأحارب حتى المoت
لكن مروان قبض عليه وأحضره أسيرا أمام الملك أيوب وسأله:ماذا سنفعل به يا مولاي هل تريد أن أضرب عنقه ؟ أجاب الملك: سيعلمنا أولا أين أخفى كنوزه فقلعة الجبل مليئة بالسراديب
قال ميمون سأخبرك عن كل شيئ ولكن أريد أن أعرف كيف هزمت أسطول الزنج ومن اذي دبر مكيدة الرسالة ؟
أجاب الملك: هل تريد أن تعرف كل ذلك إنها تلك الحورية سوسنة صاح ميمون بأسف: لقد كانت في يدي وتركتها تفلت والآن أستحق كل ما يحصل لي Lehcen Tetouani
في هذه الأثناء كان الأمير قيس جالسا في كوخ الشيخ عبد الله وقال له:إن ابن عمي مروان يريد أن يخطب منك عائشة وقد إستحيا أن يكلمك
أجاب الشيخ: إنه فتى شجاع ولقد أخرجني من سرداب القصر وعالجني وأنا ممتن له بذلك لكن لا بد أن آخذ رأي إبنتي ثم ناداها ولما جاءت سألها: دون شك تعرفين مروان ؟
أجابت نعم يا أبي، وكيف لا أعرفه،لقد حارب من أجلي،وأنقذك من ميمون،وفضله لا يمكن نسيانه
قال:الشيخ أعلم ذلك لكن أريدك لأمر آخر ثم سكت قليلا وقال: إنه يطلب يدك فما رأيك ؟
إبتسمت الفتاة ولم تقل شيئا
ضحك عبد الله وقال:أفهم أنك موافقة وأنا أيضا موافق سنقيم لك عرسا عظيما فأنت إبنتي الوحيدة وأريد أن أفرح بك قبل أن أموت
ردت عائشة أطال الله في عمرك يا أبي وترى أحفادك وأولادهم
كان الأمير قيس مطرقا برأسه فسأله الشيخ ما بك إني أراك شاردا تنهد وأجاب: طبعا تعلم حبي لسوسنة المشكلة لا يمكننا أن نتزوّج فنحن من جنسين مختلفين
قال الشيخ: لكل شيئ حل هناك حكيم يعيش في كهف على جزيرة بعيدة لم أره من مدة طويلة سنذهب إليه غدا وأرجو أن يزال على قيد الحياة فهو عجوز طاعن في السن