رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani
لما وصلت إلى الشاطئ كانت مجهدة ونزف منها كثير من الدم حاولت الزحف بما تبقى لها من قوة لكنها لم تقدر وأحست بأن جفونها ثقيلة وبدوار لكن سمعت أشخاصا من بعيد لقد كانوا من الصيادين لمحوها وجروا نحوها وصاح أحدهم إنها جريحة وإن لم نضمّد جرحها ستموت !!!
أخرجوا السهم وقالوا الجرح عميق سنصنع لها مرهما من لحاء الصنوبر ونحفر لها حفرة نملئها بماء البحر تبقى فيها حتى تبرأ لكنها قالت بصوت ضعيف: أريد رؤية الأمير قيس فالأمر لا يحتمل التأخير ثم أغمي عليها
لم تعرف كم من الوقت بقيت على هذه الحالة أحست بقبلة دافئة على جبينها ولما فتحت عينيه وجدت الأمير قيس يحملق فيها ظهر على شفتيها إبتسامة باهتة
وقالت هل أنت حقيقة أم خيال أفكاري مشوشة جدا قال لها ألا تقلقي،لقد ضمدنا جرحك وبعد أيام ستستعيدين عافيتك
حاولت أن تتذكر ماذا حصل أمس ولماذا هي هنا فجأة نهضت رغم آلامها وقالت آه:لقد تذكرت كل شيئ غدا صباحا سيكونون هنا Lehcen Tetouani
سألها الأمير: على من تتحدثين؟
أجابت:ملك الزنج
إرتاع الأمير،وقال: هل أنت متأكدة
أجابت: لقد رأيتهم وسمعتهم لهذا السبب حاولوا قتلي
قال قيس لإبن عمه مروان:لو نزلوا عل الشاطئ لسقطت المدينة فهي ليست محصنة وسورها من
الطين المجفف والجيش يحاصر ميمون في الجبل لقد خططوا لكل شيء بعناية
قالت سوسنة للأمير لم يبق سوى الذهاب لمملكة البحر وتقنع أبى الملك عمران بمساعدتكم أعطته نجمة حمراء كانت تضعها على شعرها وقالت: إذهب إلى الصخرة المقابلة للشاطئ ستجد صديقاتي الحوريات أخبرهم بالأمر ليس أمامك وقت لتضيعه.
ركب الأمير ومروان زورقا وجدفا بهمة ومن بعيد لاحت لهما الصخرة وفوقها كانت الحوريات يمشطن شعورهن الذهبية
لما رأين الزورق يقترب هممن بالقفز في البحر
لكن الأمير قيس صاح: سوسنة جريحة وهي في ضيافتي ولقد أرسلتني لأبيها وهذه علامة من عندها وأخرج النجمة !!! لما سمعن ذلك قلن: لا شك أن الأمر خطير
فلم يأت أحد من الإنس إلى مملكتنا هيا قل ما اللأمر وسنخبر الملك
قال:لقد جاء الزنج لغزونا ولو إنتصروا علينا لإصطادوا السمك بكثرة حتى يقل وتجوعون فهم لا يأكلون شيئا غيره وبحرهم يكاد يفرغ من الأسماك لأنهم لا يتركونه يكبر
لما أتم كلامه قفزت إحداهن في البحر وبعد برهة صعدت وأخبرته أنّ الملك عمران يريد رؤيتك وهو قلق على إبنته كان معها قنديل بحر كبير شفاف قالت له: أدخل وسطهو سينزل بك إلى الأعماق وسترى عجائب مملكة البحر
...... لما وصل الأمير قيس إلى القاع وجد ملك البحر في انتظاره وسأله بلهفة كيف حال إبنتي ؟
أجاب الفتى: لا تقلق فلقد عالجها الصيادون وضمدوا جرحها قال:هل ستشفى ؟
تردد الأمير برهة ثم رد: أنتم ليس مثلنا وأجسامكم رقيقة لكن أرجو أن يكون المرهم نافعا لها فنحن نستعمله وهو دواء جيد قال الملك: لقد أوصيتها بعدم االذهاب إلى الشاطئ والهروب كلما رأت الإنس لكنها عصت أوامري والنتيجة كما ترى يا إبني