رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت
الحمَّام، ساعتها.. سمعت الصوت، صوت خبط خفيف من على الباب من جوا! قرَّبت من الباب.. بالراحة.. مش سامِع صوت، حطيت ودني على الباب، وفي نفس اللحظة اللي ودني لمست فيها خشب الباب البارِد الخبط رجع تاني، نطيت من مكاني وأنا ببعد خطوتين وبسأل بصوت بيترعش: " مين؟ "
سمعت صوت بنت صُغيَّرة بتعيَّط من ورا الباب وهي بتقول: " أنا يا عمو "
سألتها: " إنتِ مين؟ "
ردَّت عليَّا: " مُمكِن تخرجني من هنا؟ "
كرَّرت سؤالي: " إنتِ مين؟ "
قالت وهي بتعيَّط تاني: " الدنيا ضلمة أوي وأنا خايفة.. مُمكِن تخرّجني؟ "
رجعت خطوة كمان لورا وأنا بقول: " أنا كُنت لسَّه في الحمَّام ومشوفتش حد! إنتِ مين ودخلتي هنا إزاي؟ "
صوتها إتملى خوف أكتر وهي بتقول: " عشان خاطري يا عمو.. أنا خايفة.. خايفة أوي.. اسمح لي بالخروج "
فكَّرت شوية، وعلى أد ما قلبي كان بيتقطَّع بسبب الخوف اللي مالي صوتها وبسبب دموعها، إلا إني قرَّرت إن لأ.. أنا مش هفتح باب الحمَّام تحت أي سبب من الأسباب، كُنت متوتِّر وخايِف، عشان كدا لمَّا تليفون الاستراحة رن،
نطيت من مكاني، افتكرت ساعتها الكلام اللي كان مكتوب في الليستة، بس.. بس دا مُستحيل! يعني إيه تليفون يرن من غير ما يكون متوصَّل بسلك؟ مش بقولّكم دا مقلَب! رفعت سماعة التليفون وحطيتها على ودني وقُلت: " ألو؟ "
مكانش فيه غير صوت حد بيتنفِّس ببطء، صوت تنفسه تقيل ورتيب، كرَّرت كلامي: " ألو؟ "
سمعت صوته، كان تقيل وخشن، حسيت بخوف مش طبيعي وأنا سامعه بيقول: " إنت ليه مش عايز تسمَح لها بالخروج يا مدحت؟ "
جسمي كُله اترعش، بس مش من الخوف، من الغضب.. أنا دلوقتي بقيت مُتأكد إنه مقلب سخيف منهم، صرخت في التليفون: " اسمع يا جُمعة.. أنا فعلًا زهقت وفاض بيَّا.. فلو المقلب السخيف دا موقفش حالًا وسيبتوني أشوف شُغلي.. قسمًا بالله هسيب لكم الاستراحة دي وأروَّح "
وكأن اللي على الجهة التانية من التليفون مسمعنيش، قال ببطء وبصوت مُرعِب: " اسمح.. لها.. بالخروج "
جسمي كان لسَّه بترعش بس المرة دي من الخوف، سألته: " مين معايا؟ "
كرَّر كلامه: " اسمح.. لها.. بالخروج.. "
سكت ثواني قبل ما يضيف: " وإلا.. "
سألته وأنا بترعش: " وإلا إيه؟ "
الخط إتقطع، رجَّعت سماعة التليفون مكانها تاني، وساعتها.. أخدت بالي إن التليفون فعلًا مش متوصَّل بسلك! محطوط كأنتيكا أو تُحفة خصوصًا إنه من التليفونات الضخمة القديمة دي، جسمي كُله كان بيترعش، حسيت إني