رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت
المعلم رد عليه بصوت عالي: " إتكل إنت.. تمام يا مدحت؟ الباشمهندس فادي فهّمك على كُل حاجة؟ وقالَّك على المُرتَّب؟ ونظامنا هنا؟ "
بصيت لفادي، كان بيهز دماغه من فوق لتحت، فتمام.. أنا مش مُهتَم لا بمُرتَّب ولا بأي حاجة، أنا هبقى زي الفل، وهبقى أتصل بفادي بعدين أفهَم منه المُرتَّب وبتاع، ولو معجبنيش.. أهو شهر شُغل ويا دار ما دخلِك شر!
خلَّص الشيشة بتاعته، وقالِّي: " خُد بالك من الاستراحة لحَد ما جُمعة يستلمها منك الصُبح بقى، وابقي نضَّف الشيشة دي ورجَّعها مكانها، يلا يا باشمهندس فادي أوصّلك في طريقي "
مشوا وسابوني لوحدي في الاستراحة، ساعتها.. افتكرت حاجة مُهِمَّة.. المعلّم قال لجُمعة يوريني ليستة، وجُمعة نسى تقريبًا! بس هو غالبًا يقصد يعني ليستة أسعار أو حاجة زي كدا فمش مُهِم.. بُكرة هبقى أسأله عليها، دخلت على المطبَخ.. عملت كُل اللي جُمعة قالي عليه، ولمَّا خلَّصت كان المطبخ بيلمَع ونضيف، كُنت على وشك أملى جردل عشان أمسح الحمَّام بس افتكرت الشيشة بتاعة المعلم، فقُلت أنضَّفها وأرجعها مكانها بالمرة، لمَّا قرَّبت من المكتَب بتاعه، شُفت ورقة مطبَّقة على المكَتب، بدافع الفضول مسكتها وفتحتها، كان مكتوب في نُص السطر الأولاني: (ليستة العُمَّال الجُداد)
وتحتها مكتوب شوية نُقَط
أولًا: لو شُفت عربية تويوتا زرقاء وقفِت أدام الاستراحة بعد الساعة ٣ الفجر، إجري استخبى في الحمَّام لحَد ما الفجر يأذِن، ممنوع تخرُج من الحمَّام لأي سبب من الأسباب مهما حصل، ومهما سمعت!
ثانيًا: لو سمعت صوت حد بيخبَّط على باب الحمَّام من جوا، اقفل الباب بالمُفتاح، واقعد على المكتَب برا لحَد ما الخبط يُقف، ممنوع تقعد جوا الاستراحة!
ثالثًا: لو تليفون الاستراحة رن، متردِّش.. دي عدَّة قديمة مش متوصلة بسلك، فلو رن.. اوعى ترد!
رابعًا: لو سمعت صوت كوبايات أو أطباق بتتكسَّر من المطبَخ.. هات قناة القرآن الكريم (يُستحسن تجيبها طول الليل) وعلي الصوت لحَد ما التكسير يُقف.
خامسًا: لو شُفت سلة القمامة الكبيرة اللي برا مفتوحة، اوعي ترمي فيها أي قمامة، لازِم تكون مقفولة وإنت اللي بتفتحها بإيدك، لو لقيتها مفتوحة.. ادخُل وابقي أخرُج بُص عليها تاني بعد ساعة.
سادسًا: لو جُمعة جه يستلم منك الوردية الصُبح، إتأكِّد إن عنده جرح على خده الشمال، لو الجرح مش موجود.. إوعى تسلِّمه الوردية، قوله يروح وييجي بعد شوية، لو سلِّمت الشيء دا الوردية.. هيبدأ يطاردك إنت!
ربنا معاك يا بطل!
***
إنت مُتخيِّل بقي كمية الضحك اللي أنا ضحكتها، يبدو إن دي خدعة كدا عاملها المعلم عُرابي مع صبيه جُمعة عشان يضحكوا عليَّا، طبَّقت الورقة ورميتها وأنا برفَع الشيشة، نضّفتها وغسلتها ورجعتها مكانها، دخلت الحمَّام ومليت
الجردل، خد وقت طويل عشان يتملى عشان الحنفية في الحمَّام ضعيفة، مسحت الحمَّام وقفلت الباب ورايا وخرجت بالجردل والشرشوبة عشان أمسَح بقية الاستراحة، مسحت الاستراحة بالراحة كدا لحَد ما قرَّبت من باب