رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
رواية " استراحة " كاملة جميع الفصول بقلم محمد عصمت
خلَّصت مرحلة الثانوية العامة؟ الخطوة الجايَّة معروفة.. شوف هتدخُل جامعة إيه؟
خلَّصت مرحلة الجامعة؟ الخطوة الجايَّة واضحة.. شوف موقِفَك من التجنيد إيه؟
خلَّت جيشَك؟ هنا بقى هتلاقى سؤال مُهِم في انتظارَك.. وماذا بعد؟
دا بالظبط اللي حَصَل لي أول ما خلَّصت جيش، وقفت مكاني وأنا مش عارِف.. إيه الخطوة اللي بعد كدا؟
سألت حد من أصدقائي اللي أكبر مني شوية، قالِّي نصيحة مُهِمَّة: " خُد أجازة بسيطة عشان تستقِر نفسيًا، وبعدها دوَّر على شُغل "
لكن المُشكلة لا كانِت في الأجازة، ولا كانِت في التدوير على شُغل، المُشكلة الرئيسية المُهِمَّة كانِت في ماما!
ماما من النوع العصبي جدًا، دا غير إن للأسف هي بتتعمَّد تهيننا دايمًا، يمكِن دا عشان بابا م١ت وإحنا صُغيَّرين، فهي تحمَّلِت المسؤولية ونزلت السوق عشان تشتغَل وتقدر تصرِف علينا، ودا اللي خلى طبعها حاد شوية!
بس لمَّا تسمَع جُمل زي: " إنت هتفضل نايِم في السرير زي الـ (...) طول اليوم كدا؟ " أو " أعملَّك مُغات يا حبيبي وإنت عامِل زي الست الوالدة كدا؟ "
هتتمنى لو كُنت مرجعتش من الجيش أو حتى لو كُنت هربت من البيت بعد الجيش، عشان كدا مكانش عندي رفاهية البحث عن شُغل كويِّس، كُنت بدوَّر على أي شُغل في أي مكان وبأي مُرتَّب عشان أهرب من جحيم أمي!
عشان كدا لمَّا فادي قالِّي على الشُغل بتاع الإستراحة دا، وافِقت فورًا.. من غير حتى ما أسأل على المُرتَّب، المُهِم..
أبعِد عنها، الشُغل كان بسيط وسهل في الحقيقة، عامِل نضافة في استراحة على طريق سفر شبه مهجور، وردية
النهار بتبقى زحمة شويتين عشان أتوبيسات السوبر جيت، لكن بالليل.. محدِّش بيسافِر على الطريق تقريبًا إلا كُل فين وفين، ليه؟ عشان الطريق مكسَّر، قديم، مهجور، مضلِّم، وعشان بمُنتهى البساطة فيه طريق تاني أقصر منه حوالي نُص ساعة، فالكُل بيهرَب من الطريق دا!
كمان عشان الاستراحة على طريق سَفَر، فشُغلي واقامتي هيكونوا فيها، هقعد هنا ٢٨ يوم.. وهنزل أجازة ٥ أيام تقريبًا، دا كان لطيف أوي.. خليني أبعِد عن ماما شوية، رُحت استلمت الشُغل بعد العِشا تقريبًا، فادي كان معايا بما إنه اللي جايبلي الشُغل وهو حلقة الوصل بيني وبينهم، أول ما دخلنا على الاستراحة كان فيه راجل أسمر ضخم