حكاية الولد الفقير
الذي شبع بعد جوع وأنا أنصحك أن تنسى الحمامة فهي لن ترجع إليك فلكل إنسان في هذه الدنيا حظه وقد جاءك فأضعته
والآن قم واشتغل على نفسك لعل الله يعوضك خيرا مما فقدته وخذ هذه الياقوتة بعها وأصلح بها شأنك
فبكى الحداد وقال سأعمل بتدبيرك فحالي لا يسر أحدا سأتوب وأصلي لعل الله يغفر خطئي
ثم ودعه الفتى وراح في سبيله يقطع البرور والبحور حتى وصل للمدينة التي فيها بائع الجوز
فقصده وسلم عليه قال له ألم تتذكرني
تفرس البائع في وجهه وقال له عذرا إني أرى كثيرا من الناس كل يوم لكن ما حاجتك
أجابه لقد تذكرتك الآن لكن فاتت شهور منذ أن تقابلنا قل لي هل عثرت عل الحداد الذي يضرب ضړب ويجيئ لقاع الدكان
قال الفتى نعم وقد جئتك بحكايته
رد بائع الجوز سأرتاح قليلا وأنت قص علي الحكاية
شرب الفتى جرعة ماء ومسح وجهه ثم شرع يحكي ما جري للحداد والحمامة التي طارت به وكانت أنظار البائع متعلقة به لا يريد أن تفوته كلمة واحدة ولما إنتهى قال له يالها من حكاية لكن ما حصل لي أعجب منها
وأحد الأيام مرض أبي وبعد مدة ماټ وترك لي وأخي خيرا كثيرا وضياعا و كثيرا من الدكاكين فقسمنا الميراث بيننا
كل واحد له داره وممتلكاته وكنت أنا على عكس أخي طيب القلب سليم النية في دنيا مليئة بالخبث والدهاء
وفي أحد الأيام تعرفت على جماعة من أولاد التجار لهم سني وكانوا يحبون السهر وتدخين التكروري ويجتمعون في دار واحد منهم أعطاها له أبوه وأعجبنتني سهرة الليل والغناء ورقص الجواري
فآكل لقمة وآخذ حماما وألبس وأتعطر وأذهب إلى أصدقائي بقفة عامرة وبهدايا للجواري وبقيت على هذا الحال زمنا أصرف دون حساب
ولما إنتهى الذهب الذي معي عولت في تدبير المال على بقية الدكاكين التي أملكها والضيعة لكني لم أكن أتفقد رزقي إلا نادرا وقلت البضائع وعوضا أن أرسل القوافل لتأتيني بأحسن ما يوجد في أسواق المغرب ومصر وبلاد السودان
فقلت لهم لم يبق لي مال وأنا بحاجة لأدخن فلست بأحسن حال فأجابوني أنت لست في تكية تعطي بالمجان هيا أخرج من هنا ولا تفكر في الرجوع
ومن شدة الجوع أخرج وأجلس تحت حائط ورآني أخي وشمت بي وكانت هناك امرأة فقيرة تجلس قربي مع إبنتها فعطفت علي وأصبحت تقتسم خبزها وزيتها معي
وكانت البنت جميلة رغم فقرهاوقالت لي لا تترك اليأس يقتلك إذهب للغابة وإحتطب فالعمل سيجعلك تنسى آلامك !
فسمعت كلامها وجررت أقدامي المتعبة ولما وصلت بدأت أجمع الأغصان وأمسكت بواحد كبير
ولما حركته خرج لي رجل أسود قبيح المنظر وصاح أغرب عن وجهي فهذا المكان أرض الجن
فبكيت وحكيت له قصتي فاختفى كأن الأرض إبتلعته
ثم ظهر وفي يده بوق وقال لي أنفخ فيه وسيأتيك رزقك
....... وصل الولد الفقير إلى بلاده وطرق الباب لما رأته أمه فرحت ولم تسع فرحتها أرض ولا سماء وقالت لقد مضى على غيابك سنوات وأنا في أسوأ حال حتى كدت أيأس من رجوعك
أجابها لن نفترق بعد الآن يا أمي أعدك بذلك ثم فتح