رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم
Lehcen Tetouani
...... ملك حكيم كان يعيش في أعماق البحر وكان سيد البحار تحبه كل مخلوقات البحر لعدله وطيبة قلبه يدعى معروف ورزق من زوجته بثلاثة حوريات جميلات
وكانت أصغرهم الأميرة سوسنة وهي تحب الغناء كل مساء على الصخور وكانت الأسماك الملونة وخيول البحر والأصداف تجتمع حولها لسماع صوتها الشذي
يرافق الأمواج أحد الأيام مرت أمامها مجموعة من السلاحف البحرية وقالت إحداهن: لقد كان الشاطئ اليوم ممتعا والرمال ذهبية لم نر إنسانا واحدا وهم عادة يقلقون راحتنا وينبشون بيضنا الناس مخلوقات مؤذية لم تكفيهم الأرض وهاهم الآن يجوبون البحر لإيذائنا
إستمعت لها بإنتباه ثم إقتربت وقالت: أريدك أن تحكين لي عن الأرض والمخلوقات التي تسكنها هل هم يشبهوننا
أجابت السلحفاة:أوصيك أن لا تذهبي وحدك إلى الشاطئ فقد تعلقين في أحد الشباك التي ينصبونها لصيد الأسماك
وهم يضعون أيض جرارا من الفخار إذا دخلها الأخطبوط لن يقدر على الخروج لكن إمكانك مرافقتنا غدا فنحن سنذهب هناك ونعرف مكانا جيدا بعيدا عن الأخطار وهو مليئ بالصخور لهذا لا تقربه مراكبهم
نامت سوسنة وهي تحلم بالشاطئ لقد سمعت أخبارا كثيرة مثيرة وأيضا محزنة لقد كانت صغيرة ولهذا كانت تخاف من الإقتراب منه أما الآن فقد كبرت وعلمتها الأسماك المسنة
كثيرا من الحكمة وسمعت كثيرا من الحكايات عن مراكب للصيادين أغرقتها الحيتان الكبيرة أو العواصف البحر هو مملكتهم وهم أقوياء طالما ظلوا فيه لكنها تحب المغامرة وهي تختلف عن أختيها اللتان تفضلان الإلتزام بالتقاليد
عندما جاءت السّلاحف وجدن سوسنة بانتظارهن وقالت أنا متشوقة للإستلقاء على الرمال والتمتع بالشمس الدافئة قلن لها إتبعينا وصلوا إلى شاطئ جميل كانت هناك أشجار جوز الهند والموز سألتهن عنها فهي لا تعرفها قلن لها الناس يكسرون قشر جوز الهند ويأكلونه وبداخله ماء حلو المذاق
قالت سوسنة سأفتح واحدة ونتذوقها أخذت حجرا وضربت به الجوزة فخرج منها ماءا شربت منه وقالت ما أعذبه يا بنات خذوا منه إنه رائع شربت السلاحف حتى إرتوين وأكل الجميع من الثمرة كانت طازجة ولذيذة الطعم وأخذت موزة وقشرتها أكلت منها اوأعطت للسلاحف Lehcen Tetouani
ثم جلست وبدأت تغني وطربت السّلاحف وغنت معها وعندما إنتهت قالت لهن هل سبق لكن أن ابتعدتن عن الشاطئ قلن لها:لا فعيشنا قرب الماء لكن هناك ج@س منا يعيش على الأرض وكل ج@س بحري له ما يقابله على البر
لكن أسوئها جميعا هو الإنسان لأن من شيمته الشر
قالت للسّلاحف: لن أغادر قبل أن أرى أحد هؤلاء،لا أقدر أن أقاوم فضولي إنتظرن هنا
صحن بها أن لا تفعل لكنها أصرت على ذلك وزحفت على بطنها ناحية الغابة المقابلة للشاطئ وفجأة ظهرت من الغابة جارية صغيرة عندما رأتها أخذت تحملق فيها ثم إقتربت منه
وسألتها: لماذا لا أرى ساقيك ؟
أجابتها: الله أراد أن يكون لي ذيل
قالت الجارية: ما رأيك لو لعبنا معا فليس لي إخوة
أجابتها المرة القادمة وسأحضر لك هدية وأضعها لك فوق تلك الصخرة الآن علي أن أذهب أنا إسمي سوسنة
ردت الجارية: وأنا عائشة
عندما رجعت سوسنة أنبتها السلاحف على إستخفافها بالمخاطر لكن ردت عليهم: أنتن تبالغن:لقد لاقيت جارية لها نفس عمري وتحدثنا قليلا وسأرجع لرؤيتها فقد وعدتها بهدية
قلن لها لقد كنت محظوظة لو قبضوا عليك لوضعوك في قفص كالقرود ويجيئ الناس للتفرج عليك إسمعي نصيحتنا يا سوسنة إياك والإبتعاد عن الشاطئ وإلا كان في ذلك هلاكك
لكن الحورية لم تعدهم بشيئ وقالت في نفسها: يالكن من جبناء لقد إستمتعت جدا اليوم فلقد مللت من حياة الحر ليس لي ما أفعله إلا السباحة والجلوس على الصخور لأغني للأمواج إذا خفنا فلن نتعلم شيئا والثروة والمعرفة والحظ ينالها الشجعان وليس من يخفي رأسه في الجحور
في الصباح إستيقظت الحورية مبكرا وأخذت صدفة فيها لؤلؤة نفيسة وإتجهت إلى الشاطئ بمفردها ثم إقتربت من الغابة وجلست تتأمل الطيور والفراشات وهي تطير وتمرح فأعجبها ذلك وشرعت تغني في انتظار صديقتها عائشة
......كانت عائشة أمام كوخها تقشر السمك الذي إصطاده أبوها في الفجر وإذا بها تسمع غناءا جميلا وسمعه كل أهل القرية كانت الرياح تحمل لهم الصوت بوضوح