رواية " حورية البحر " (كاملة جميع الفصول ) بقلم Lehcen Tetouani
الوزير يريد رؤيتك أجاب: إن كان ذلك بخصوص الجواهر أعلموه أني حر في بضاعتي أبيعها لمن أريد وهم بالإنصراف
لكن الشرطيين قالا له ستأتي معنا رغم عنك وأمسك أحدهم برقبته وهمس له إن لم تجئ معنا فلن تر إبنتك عائشة بعد الآن هل تفهم هذا أيها الوغد؟
.....بعد إمساك الشرطيين بوالد عائشة لم يجد الشيخ بدا من السير معهم وندم على عدم التريث في بيع تلك اللالئ النفيسة كان عليه أن يعلم أنها ستجر له المشاكل لكنه أساء التدبير وأصبح هو وإبنته وحورية البحر في خطر
عندما وصل إلى القصر رموه في في زنزانة عفنة وتركوه دون طعام وشراب لمدة يومين وفي اليوم الثالث أتاه الوزير وقال له: إذا أخبرتني عما أريد معرفته فستأكل وتشرب وتذهب إلى أهلك وإلّ فإنهم سيختفون ولن تراهم أبدا
قل لي كيف تحصلت على كل هذه الأصداف في وقت قصير لا شك أنك تعرف أين توجد مملكة البحر وستدلني على مكانها فكر الشيخ وقال في نفسه: لو أخبرته فسيقبضون على الحورية ويدمرون مملكتها ويقتلون سكانها
إذا كان علي الإختيار بين عائشة وسوسنة سأختار إبنتى وليسامحني الله على ما سأفعله في حق مخلوقة رائعة أحببناها كلنا
ثم حكى للوزير عن عن كل شيئ وترجاه أن يتركه يذهب في حال سبيله فهو قلق على إبنته كثيرا
إبتسم ميمون في خبث وأجابه: ستبقى في ضيافتي بضعة أيام من يضمن لي أنك لن تحذر تلك الحورية لتهرب
أدرك الشيخ أن الوزير سيتآمر عليه لأخذ ماله وسر الجوهرة البيضاء وأنه الآن في ورطة رفع يديه إلى السماء وبكى وقال: إرحمني يا رب فليس لي سواك
كان للسلطان إبن إسمه قيس وكان يهوى صيد الأسماك إلتفت إلى إبن عمه مروان وقال له: الطقس يبدو جميلا ما رأيك أن نذهب للصيد والسباحة ؟
أجاب مروان: لقد فكرت في نفس الشيئ فالحر شديد هذا اليوم وليس لنا ما نفعله هيا لنذهب حمل العبيد الشباك والماء والطعام وإتجه الجميع ناحية الشاطئ حيث يوجد كوخ أنيق من القصب يملكه السلطان وعدة زوارق بمجاذيف
عندما إقتربوا من قرية الشيخ محمد سمعوا صياح جارية أمر إبن السلطان الركب بالتوقف وذهب مع مروان لرؤية ما يحدث ومن بعيد شاهد رجال أبيه يربطون أحد حوريات البحر بالحبال وهي تبكي وجارية صغيرة تدافع عنها غير آبهة بالضرب والركل الذي تتعرض له
أما أهل القرية فقد جمعهم الجند في أحد أطرفها وصوبوا إليهم سهامهم ورماحهم ولما رأى الأمير قيس ذلك جرد سيفه وفعل مثله إبن عمه وهمزا فرسيهما وإنطلقا بسرعة الريح ناحية الجارية عندما رآهما رئيس الجند صاح توقفوا إنّه الأمير قيس
لكن الوزير ميمون تفاجأ بذلك وأحس بالإنزعاج وقال في نفسه:لن أترك هذا الغلام يفسد خطتي وصاح في أتباعه ضعوا الحورية والجارية في السفينة وسأتدبر أنا الأمر
لما رآهم قيس يجرون الفتاتين للسفينة قال لمروان إركب أنت والعبيد الزوارق وهاجموا السفينة وامنعوها من التحرك هيا أسرع حاول ميمون أن يتحيل على الأمير وقال له:لقد فعلت ذلك حرصا مني على مصلحة المملكة Lehcen Tetouani
فهذه الحورية بإمكانها أن تدلنا على مكان فيه خير وفير أجاب الأمير: يا ميمون ومتى نضرب الجواري ونصطاد حوريات البحر لو علم أبي سيكون عقابك أنت ومن معك
أجاب ميمون أنت من سيكون عقابه عسيرا لأنك تتدخل في أمور الحكم وماذا تعرف أنت عن الحكم والتدبير ؟
أحس الأمير ان الوزير اللئيم يحاول أن يستفزه ليجد حجة أمام أبيه لكنّه تمالك نفسه وقال:أبي شخص يحب الترف لكنه سيتوقف عن ذلك إذا علم بوسائلك القبيحة لجمع المال !