مده غياب الزوج عن زوجته
انت في الصفحة 1 من صفحتين
مده غياب الزوج عن زوجته
ما صحة القول أن على من يغترب بعيداً عن زوجته لمدة طويلة (سنة فأكثر) للعمل أن عليه الاستئذان من زوجته كل أربعة أشهر وعشرة أيام حتى يستمر في غربته، وهل على من يغترب لطلب العمل بعيداً عن زوجته لفترة طويلة السنة والسنتان فأكثر من إثم، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمدة التي لا يجوز للزوج أن يغيب عن زوجته أكثر منها هي ستة أشهر وقيل أربعة أشهر، وهذه هي التي ضربها الإسلام للمولي من امرأته، أي الذي يحلف ألا يقربها، قال تعالى: لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة:226}، وقيل غير ذلك..
ثم إن كان غيابه يزيد عن تلك المدة فإن اتفقا على ذلك فلا إشكال وإن لم يتفقا ولم يكن الغياب في طلب الرزق أو في أداء عمل واجب عليه كسفر حج ونحو ذلك فلا بد من رضا الزوجة وإذنها وإلا أثم ببعده عنها، لأن فيه إخلالاً بحقها، وقد سبق بيان ذلك تفصيلاً في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10254، 32062، 77173.
وأما تحديد تلك المدة بأربعة أشهر وعشرة أيام فلا نعلم أحداً من الفقهاء قال به، وهذه الفترة هي المدة التي تعتدها من ټوفي عنها زوجها.
هذا وقد أخذت بعض الأنظمة المعاصرة بتحديد الفترة المسموح للزوج الغياب فيها -دون عذر مقبول- عن زوجته بسنة كاملة وجعلوا لها الحق في طلب الطلاق بعد ذلك لدفع الضرر الواقع عليها بسبب غيابه حتى ولو كان له مال تستطيع الإنفاق منه..