رواية " نبوية المغسلة " قصة مستوحاة من أحداث حقيقة كاملة
نشوف خيالات بتجري جوه الأوضة، وحمامات الدور كله...
بلغنا إدارة المستشفى، طبعًا مديرة المستشفى دكتورة "ماجدة" اللي كانت موجودة وقتها،
مصدقتش، اتهمتنا بالجنون... وقررت تقضي معانا يوم في دور أوضة التغسيل،
بمجرد ما شافت النور بيطفي، وبيشتغل، وسمعت الأصوات، جريت على مكتبها،
وطلعت قرار تاني يوم بمنع طاقم المستشفى بأنه يدخل الدور ده،
وفضل الدور مقفول لوقت كبير، لحد ما المستشفى فتحته، جددته،
وجابوا كذا شيخ يقرأ فيه قرآن كريم، والحمدلله الدنيا هديت.
كل البلاوي اللي حضراتكم سمعتوها دي عدت، لحد ما حصل اللي غير مجرى حياتنا في القرية....
عدت السنين عليا في شغلي، ومكانتي طبعًا زادت، لما سني كبر،
بقيت بس بشرف على عمليات التغسيل... وفي يوم، جاتلنا المستشفى ججث0ة لبنت غرقانة،
مكملتش 18 سنة، اسمها "سعدية" بنت "عرفة العشماوي" عمدة القرية اللي عايشين فيها... أ
و سيادة العمدة زي ما الناس بتقوله من حبها فيه، راجل تقي، بيخاف ربنا،
مافيش حد طلب منه مساعدة في مرة ورده.
علشان كده القرية، والقرى المحيطة كانوا حرفيًا حزانى على الحا0دثة دي،
وأنا وطاقم المستشفى كنا مهتمين بكل الإجراءات...
والدكاترة ملقوش فيها شبهة جنائية.. بعدها الججث0ة جاتلنا،
وأنا نزلت بنفسي، ومعايا "صفية" علشان نغسل الججث0ة...
يومها كانت الساعة 5 الفجر، في شهر ديسمبر، الجو ساقع، الدنيا هادية،
التمرجية جابولنا الججث0ة، حطيناها فوق ترابيزة التغسيل،
و"صفية" راحت جابت الصابون والمياه... وأنا قربت من الججث0ة، وقولت بصوت هادي:
-السلام عليكم يا عروسة السماء، اسمحيلنا نغسل جس0مك الطاهر..
السلام على روحك الطاهرة، ربنا يرحمك، ويسكنك فسيح جناته.
"صفية" بصتلي وابتسمت، لأن دي طريقتي في تغسيل الجث0ث، لازم أرمي عليهم السلام...
بعدها مسكت الصابون، وقماشة مصنوعة من القطن، مشيتها على جسم البنت،
حقيقي قلبي كان بيتقطع، لأنها جميلة، شعرها كان أصفر، بيضاء، وشها بشوش زي الأطفال.
كملت تغسيل، و"صفية" راحت شغلت قرآن، ورجعتلي تاني..
بعد ما خلصت، "صفية" مسكت كوباية مياه، وقبل ما تغسل الججث0ة، حطيت إيدي فيها، واتأكدت إنها دافية، احترامًا لج0سد المي0ت...
ولما "صفية" خلصت، قالتلي: