سكريبت " غريب لكن رحيم " بقلم سلمى بسيوني
أنا مطلبتش فرص يا بابا، أنا عندي حلم ماشية وراه وبحبه وبعافر فيه، ليه عايز تمشيني على مذاجك، أنا مش شبيهة حد يا بابا، أنا مش شبيهة حد !!!!
فهم أقصد أي، وشه بدأ يتعصب وصوته علي، وكلامه أخد منحنى تاني تمامًا كنت وللأسف قررت أنساه
_أنتِ تطولي أصلًا !! أنا كنت غلطان أني فكرت في يوم أنك تبقي زيها، أنتِ متستحقيش تبقي نوال
صوتي علي تلقائيًا
_عشان أنا مش هي !! أفهمني بقى يا بابا أنا مش نوال أنا زينة، أنا بني أدمة تانية، عندي حياة وأحلام وأفكار غيرها، مش المفروض تمنعني أعيش أحلامي وتقاطعني عشان بسعىٰ أوصلها وأحققها، مش المفروض تلوي دراعي عشان أبقىٰ هي، لأني عمري ما هبقىٰ هي.
صوته علي أكتر وأكتر
_وليه متبقيش هي !! اي بنت في الدنيا تتمنىٰ تنجح نجاحها، أي بنت في الدنيا تتمنىٰ تبقىٰ نوال العامري، ليه حاطة حاجز كبير ومانعة نفسك تبقي زيها ؟!!
_عشان مش عايزة !!!
مش المفروض كل الناس تعجبهم شخصيتها، ومش كل البنات بتسعىٰ ليها، هي شخصية ملهمة وناجحة بس لنفسها، مش المفروض أطلع نسخة منها عشان تقبلني وتحبني !!
_ أنتِ عاقة !
عاقة، كلمة تقيلة هو مش فاهم تأثيرها عليا وأنا مبذلتش مجهود أفهمه كل إلي عملته أني عليت صوتي وأنا بفكره
_نوال ماتت يا بابا، نوال خلاص مش موجودة وسطنا ولو تقمصي لدورها وأني أدفن أحلامي وطموحاتي وحياتي وأمشي على خطاها وأعيش ميته عشان مبقاش عاقة، فأنا أسفة يا بابا، مش هسمحلك تطفيني، حتىٰ لو هبقى في عينك عاقة !!
هربت منه تاني، أخدت كل إلي يخصني ورجعت بيت جدي، بيته الي كنت بتمنىٰ أرجع أعيش فيه تاني، بس عمري ما أتمنيت أرجعله مكسورة.
نمت في سريره، شميت ريحته، وصلت لقلبي.
وحشني، وحشني هو وضحكته وكلامه ومعاكسته، وحشني دعمه وتشجيعه ودفىٰ حضنه وطيبة قلبه، وحشني فضفضتي معاه،
وحشتني حياتي !!
لما صحيت الصبح وبصيت في المراية حسيت ملامحي أتغيرت، بقيت إنسانة تانية
غريب أوي مش كدا؟! الأنسان بيبقى منور وهو عنده أمل، بتبان عليه صحته وفرحته وحيويته، حتىٰ الضحكة وقتها صداها بيبقىٰ مختلف والدنيا بتبقىٰ قدامه ملونة وكل العقبات سهل محوها، لكن لما بيفقد أمله، كل دا بيختفي وبتتحول الضحكة إلي صداها واسع لإبتسامة باهتة وبايخة ملهاش طعم، لما بينطفي دنيته كلها بتنطفي معاه، بتقلب أبيض وأسود زي الأفلام القديمة الي عمري ما حبيتها
جهزت نفسي وقهوتي ونزلت على العيادة،