رواية " اختي لم تمت " كاملة جميع الفصول بقلم ليلي حمدي
في الصيف الماضي تشاجرت مع عائلتي وخرجت من المنزل غاضبًا فذهبت للنوم في منزل صديقتي ريتا..
“ريتا” هي صديقتي المقربة وهي الفتاة التي أحبها أيضًا..، أظن بأننا سنصبح عائلة لطيفة ذات يوم..
قضيت بضعة أيام في منزل ريتا وفي اليوم الخامس اقترحت عليها بأن ننتقل للعيش في مقاطعة دالاس حيث يقع منزلنا القديم..
كنت قد سرقت مفتاح المنزل من خزانة أبي قبل خروجي من المنزل..، وما لبثت يومي الخامس في منزل ريتا حتى ركبنا السيارة وخرجنا الى مقاطعة دالاس قاصدين منزلي القديم..
وصلنا للمنزل في منتصف ليلِ ذلك اليوم الحافل حيث كنا منهكين من عناء السفر فدخلنا غرفتي القديمة في الطابق العلوي وغرقنا في نومٍ عميق..
كنت نائمًا حين سمعت همسًا في أذني يقول: انزل الى القبو يا جون.. أسرع يا جون.. انقذني يا جون..
وكان ذلك الهمس يشبه صوت أختي التي قُتلت منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة عدا أن صوتها كان عميقًا وكأنه يصدر من داخل كهف ما..
في الثالثة فجرًا استيقظت إثر الرياح القوية التي تدخل من النافذة رغم يقيني بأن النافذة كانت مغلقة قبل نومنا..، ولكني نسيت أمر النافذة حين رأيت صديقتي ريتا تجلس على السrير وتنظر لي من غير حدقات..، فكانت عيناها بيضاء اللون لا أحداق بداخلها..
اقشعر جسمي من هول ما رأيت وبدأت أصرخ بهستيرية حتى أغمي علي..
في صباح اليوم التالي أيقظتني ريتا بعد أن أعدّت كوبين من القهوة..، فتحت جُفناي ونظرت للنافذة فكانت مغلقة كما كانت.، ثم أمعنت النظر في ريتا فكانت طبيعية جدًا..
نهظت من الفراش ونزلت الى المطبخ حيث تنتظرني ريتا على الطاولة لنحتسي القهوة..
كان كل شيء طبيعيًا في وضح النهار حيث قضينا النهار كله بتنظيف المنزل واعادة ترتيبه..، أما القبو فكان مقفلًا بإحكام فلم ندخل إليه..
ريتا لم تكن تعلم بقصّة أختي التي ماتت في ذلك القبو وأنا لم اشأ اخبارها بالأمر كي لا تشعر بالخوف الذي اشعر به في داخلي..