تفاجئتُ بأنَّها لا تصلي عقب زواجنا مباشرةً
تفاجئتُ بأنَّها لا تصلي عقب زواجنا مباشرةً
تفاجئتُ بأنَّها لا تصلي عقب زواجنا مباشرةً، وقدّ كانت من إختيار أمي التي لطالما أصابت حينما تعلَّقَ الأمرُ بي، فتعمدتُ بأن أُصلي في البيت بدلاً من المسجد رغم تعلُّقي الشديد بالجماعة.
ثلاثة أسابيع كاملةً لا أسجدُ للّٰه وحدي مُتخيِّلاً بأنَّ من إعتاد على فعل شيءٍ إحدى وعشرون يومًا متواصلين تعوَّدَ عليه، حتى رجعتُ لحياتيَّ العملية وانشغلتُ عنها فإنشغلت مرةً أُخرى عن ربها!
فعملتُ لدى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دونَ أجرٍ ولها وحدها فقط؛
وظللت لمدة شهرٍ آخر أصلي معها أثناء تواجدي في البيت وأرن عليها لأُذكرها بالصلاة أثناء تواجدي في العمل، ولم أُلاحظ تغيُّرًا منها ولو طفيفًا مع أنَّها مُتعلمة ولرُبما أكثر ثقافةً مني!
فقُلتُ لها يقول النبي صلى اللّٰه عليه وسلم بأن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، وبُناءًا عليه فإنِّي مُحلل لي طلاقك الآن، ولكنَّ اللّٰه يقول ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لأياتٍ لقومٍ يتفكرون، وهذا من حُسن حظك لإني لم أجد ولو مبرر واحد يجعل من المرء أن يتركَ نفسه في ضلال.. وللأسف قدّ أصبحتِ نفسي فور كتب كتابنا، ولذلك بمنحك فرصة أخيرة، لأجل إنك نفسي كما قلت ولأجل إنك نقاوة الغالية، وأظُنُّ بأنَّ فيها للّٰه والشاهد تربيتي..
فكما أحسنت في تربيتي أحسنت في إختيارك لي.
فإتقِ اللّٰه.. من يتقِ اللّٰه يجعل له مخرجًا ويرزقهُ من حيثُ لا يحتسب، وسننعم سويًا واللّٰه.. في دُنيا إن طال بنا العُمر فيها بضع سنينٍ وودعنا لآخرة سنخلد في جنتها لأبد الأبدين، فأستحلفك باللّٰه صلي، أراكي خسارة في الڼار فلماذا لا تستخسري نفسك فيها؟!
وهكذا لمدة سبع شهورٍ كاملين أدعوها إلى اللّٰه بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى إهتدت وتحوَّل الحرمانِ إلى إدمان، ومن كانت لا تقوم النهار أصبحت تقوم الليل.. فإطمئننتُ على نفسي معها وموقفًا تلو الآخر ترابطتُ معها بالرحمة ورابطنا الرزق بالمودة وأنجبنا طفلين، وألهتني النعم عن عبادة اللّٰه فإنتكست خمسَ سنينٍ متواصلين وهى تدعوني بلا كلل ولا ملل حافظة الجميل وأصلها الطيب جابرها تردُّه..
وأنا أصدها بأقسى ما فيني وكأن ذاك الملاك الذي كان يسكن داخلي قتلهُ شيطان!
ولكنَّها تغلبت في تربية أبنائها على أمي في تربيتي، فتغلبت على شيطاني بملاك إبنتي التي تبلغ من العمر ثماني سنوات!
بُلينا بحادثٍ وأنا عائدٌ بها من المدرسة، فُكسرت يدي وكُسِرَ ساقها ويدها وأُصيبت بجُرحٍ في رأسها ومع ذلك ورغم سنها، دخلتُ لأطمئن عليها بعد سهرتي، فوجدتها تُصلي الفجر، فإنتظرتُ حتى إنتهت، وقلتُ لها كيف تحملتي وقفتك هذه!، ساقك الأيمن به كدمات والأيسر مكسور!، فقالت لي بإبتسامة وإنها لكبيرةً إلَّا على الخاشعين يا بابا، فحاوطتُها بذراعيَّ وأجهشتُ بالبُكاء حتى عاتبتُ نفسي على الصغيرة قبل الكبيرة، ورجعتُ إلى اللّٰه بلا مردٍ في أحضانها.
ومن قُلتُ لها إتقِ اللّٰه، جعلت بفضل اللّٰه من طفلة للمتقين إمامًا!!