رواية " الحا@دثة " كاملة جميع الفصول
قرَّبت من الدولاب، ومش هكذِب عليكم.. جسمي كان بيترعش، بس حاولت أتماسَك، مديت إيدي ناحية باب الدولاب، مسكت الأكرة.. كانِت باردة زي التلج، فتحت الدولاب.. والمُفاجأة.. إنه كان فاضي! مفيش عفاريت!
بصيت لمحمد اللي كان متداري ورا باب الأوضة وبيبُص بنُص عين، شاوِرت له عشان يقرَّب، ولمَّا قرَّب قُلتله: " آدي الدولاب فاضي أهو يا أستاذ محمد ومفيش عفاريت! مُمكِن ننام بقي؟ "
بلع ريقه بصعوبة وهز راسه إن لأ! رفعت حواجبي بدهشة! سألته: " عايز إيه تاني؟ "
شاور بإيده ناحية تحت السرير، بصيت له بدهشة ثواني، وبعدين مسكت نفسي، قُلتله: " لو ملقيتش حاجة هسيبك تنام وأرجَع أكمِّل نوم.. إتفقنا؟ "
بلَع ريقه بصعوبة وهو بيقول بصوت بيترعش: " إتفقنا يا بابا "
نزلت على ركبي، إفتكرت قصة رعب كُنت قريتها قبل كدا عن واحِد لقى شبيه لابنه تحت السرير، قلبي إتقبَض شوية، بس عيب يعني! أنا مش صُغيَّر عشان أخوِّف نفسي بالشكل دا! خدت نَفَس عميق، وبصيت تحت السرير، وملقيتش حاجة! تحت السرير فاضي!
قُلتله: " مفيش حاجة يا محمد.. مُمكِن تنام بقي؟ "
هز راسه، كان بايِن عليه إنه ارتاح وهدا شوية، قالي بصوته الصُغيَّر: " مُمكِن تقعد جنبي شوية لحَد ما أنام؟ "
قعدت جنبه شوية، مفيش دقايق كان راح في النوم تمامًا، غطيته وابتسمت، قفلت نور الأوضة وبابها وخرجت ناحية المطبَخ، شربت ورجعت ناحية الأوضة، وأنا راجِع كُنت بفكَّر أد إيه محمد صعبان عليَّا، طفولته كانِت قاسية، أنا ووالدته كُنا دايمًا في مشاكِل وخناق، الصوت العالي والعصبية كانوا هُمَّا السمة السايدة في البيت طول الوقت، كُنا بنتخانِق على كُل حاجة وعلى أي حاجة تقريبًا، لحَد ما في يوم عاصِف، مليان ريح ومطر..
إتخانِقنا على حاجة تافهة كالعادة، وللأسف حتى مش فاكِر سبب خناقتنا، بس فاكِر وعارِف إنها كانِت آخر خناقة حصلِت بيننا، لأنها يومها وكعادتها غضبت وخدت عربيتها، صرخت فيَّا إن عندك ابنك بقى ربيه بمعرفتك وأنا همشي ومحدِّش هيعرف لي طريق، وخرجت!
كانِت رايحة لأختها كالعادة، لكن بسبب الجو السيء.. العربية إتقلبِت بيها على الطريق!