" حبيس الچحيم " بقلم محمد إبراهيم عبدالعظيم
الأوضة كانت برد جداً وبرغم ان الباب كان مفتوح الا ان البرودة مخرجتش من برة الاوضة ! .. لقيته قام ببطء وجابلي كرسي وحطة قدامه وطلب مني اقعد ، في اللحظة دي سمعت صوت قطة بتنونو ، بصيت عند رجله لقيت قطة صغيرة بتمسح راسها عند رجله ، مكنتش عايز اي حاجة غير اني امشي وبس ، بس لما لقيته اصر اني اقعد قعدت ، بمجرد ما قعدت قالي :
_ اللي انت شوفتهم دول اتنين عشاق بس متلاقيش زيهم كتير اليومين دول ، روحين في روح واحدة مستحيل يتفرقوا عن بعض ، حتى بعد ما الزوجة ماتعبت ، هو تعب زيها علطول ، سبحان الله حتى بعد اللي حصلها هو كمان مستحملش .. علفكرا مش اول واحد يحصله زي محصلك كدا يااا ......
= نور .. اسمي نور .
_ وانا عمك توفيق ، توفيق عبد ربه .. عارف يا نور يا ابني ، انا كان ليا ابن زيك كدا ، شبهك سبحان الوهاب ، كان اسمه مصطفى ، مصطفى توفيق عبد ربه ، كان دكتور هنا ، بس ايه بقى ، دكتور مالي مركزه ، تعرف ، انا كنت بمشي في شارعنا وانا راسي مرفوعة كدا واهل الحتة ينادوني ويقولولي يا ابو الدكتور ، أيوة ماهي امه الله يرحمها كان حلمها تخلف ولد ويبقى دكتور ، بس الله يرحمها بقى ماتت وهي بتولده ، حتى مشفتهوش ، لكن بفضل الله قدرت احقق امنياتها وخليته دكتور كبير ، بس للأسف ، مصطفى ماث ، ماث في حاډثة كبيرة .
بدأت عينه تدمع ومسح دمعة نزلت على خده ، في الحقيقة انا مكنتش عايز اسمع حكايته ومكنتش مهتم أعرف أي تفاصيل ، ومكنتش عايز اسمع اي حاجة غير اني امشي وبس ، كنت قاعد متلج وهو ولا باين عليه اي حاجة .
قام من على الكرسي وبعد كام خطوة ووراه القطة ، كان فيه باب صغير جمب تلاجة الميتين الكبيرة ، كان الواضح انه حمام صغير
سابني ودخل الحمام وانا سامعه من جوة بيقول بصوت مهزوز :
_ احساس صعب لما تفقد حتة منك وتقدر تعيش زي مكنت وهو موجود ، صعب اوي ، عشان كدا كان لازم اعمل اللي عملته عشان اشوفه تاني ، اصله كان واحشني ، كان واحشني اوي .
سكت ، وطال سكوته ، لحظات ودقايق عدوا عليا وانا قاعد ومستنيه ، لحظات عدت عليا كان لازم فيهم امشي من المكان بأسرع مايمكن .
دقايق عدوا وسمعته بيقول :
_ ابني ، حبيبي ، وحشتني يا مصطفى .
لحظات عدت وفيهم سمعت صوت تاني بيرد عليه و بيقول :
_ مكنش ينفع تعمل كدا يا ابويا ، أنا زعلان منك ومش مسامحك .
= ڠصب عني يا مصطفى ، مقدرتش اعيش وانت مش جمبي ، مقدرتش اعيش وانت بعيد عني .. كنت مستنيك انت اللي تشيل خشبتي مش انا ، صعبة عليا اوي يا حبيبي .
_ ده مش مبرر كافي علشان تفوت كـ،ـافر علشاني يا ابويا .
كانوا بيتكلموا وصوتهم واضح ، بس بمجرد مسمعت اخر جملة اتقالت ، قومت من مكاني وبدأت أتسحب علشان اخرج من المكان ده ، اقسم بالله قلبي كان هيقف حرفياً .
مكنتش مصدق اللي سمعته ، محدش يقدر يتمالك نفسه واعصابه لو كان مكاني ، فضلت ادعي واقول يا رب .. خرجت وبدات امشي في الطرقة ، فوت اول اوضة اللي مافيهاش غير الكرسي وقررت ادخل الاوضة اللي فيها الاتنين العواجيز .
مكنتش عارف انا بعمل ايه ولا ايه اللي المفروض اعمله في الموقف ده ، كنت متلغبط ، مش مركز ، لما وصلت للاوضة وجيت عشان ادخل ، لقيتها فاضية برضو زيها زي الاوضة اللي جمب منها والاوضتين اللي قدامهم !!!!! .
الاوض الاربعة فاضيين تماماً ، مش محتاج حد ذكي يفهم اللي بيحصل حواليا ، في اللحظة دي فهمت كلامه لما قال ( حتى بعد اللي حصلها هو كمان مستحملش ) معنى